قوله: " {وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ} "، (ينزل): فعل مضارع معروف، من أنزل إنزالًا، (الغيث): المطر؛ يعني: ويعلم متى يرسل المطر؟ ويجوز أن يكون (أن) مقدَّرًا، فيكون تقديره: وأن ينزل الغيث، و (أن) مع ما بعده على تقدير المصدر، فيكون معناه: وعنده علم الساعة وإنزال الغيث أيضًا.

قوله: " {وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ} "، (الأرحام): جمع رحم، وهو موضع الولد في بطن الأم، يعني: ويعلم ما في أرحام النساء من الأولاد أنها ذكور أو إناث، ويعلم وقت ولادتهن؛ لأنه الخالق الآمر، ويجوز أن يُقدَّر (أن) ها هنا أيضًا، فيكون تقديره بعد جعل (أن) وما بعده مصدرًا: وعنده علم ما في الأرحام.

قوله: " {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا} "، (الدراية): العلم، من (درى يدري).

واختلف في (ماذا)؛ فبعضُ النحويين يجعله كلمة واحدة، فيكون معناه: أي شيء؟ وبعضهم يجعل (ذا) بمعنى: الذي، فعلى القول الأول يكون (ماذا) منصوبًا على أنه مفعول (تكسب)، وعلى القول الثاني (ما) مبتدأ، و (ذا) بمعنى الذي، وهو موصول، وصلته (تكسب)، تقديره على هذا القول تكسب، وهو صلة (ذا)، و (ذا) مع صلته خبر (ما).

و (غدًا): نصب على الظرف في القولين جميعًا.

يعني: لا يعلم أحدٌ ما يفعل في الزمان المستقبل، ولا يعلم حاله في ساعة أخرى؛ أن يصيبَهُ خير أو شر، ويعملَ خيرًا أو شرًا.

قوله: " {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} "؛ يعني: لا يعلم أحد أنه يموت في وطنه أو غير وطنه، في البر أو في البحر.

قوله: " {إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} "، (الخبير): العالم، ذكرَ خبيرًا للتأكيد؛

طور بواسطة نورين ميديا © 2015