وبعد هذا ما يسره الله لي من جمع وترتيب وتحليل تضمنتها فصول هذا الكتاب الذي سميته "المغول عوامل الانتشار، وتداعيات الانكسار" وهو حلقة مهمة في موسوعة الحروب الصليبية، والتي صدر منها، السلاجقة، وعصر الدولة الزنكية، وصلاح الدين، والأيوبيون بعد صلاح الدين، وقد إهتم الكتاب بالوقوف على أسباب سقوط الدول، كالذي حدث في الدولة الخوارزمية وشرح أسبابها والتي كان من أهمها، فشل الدولة الخوارزمية في إيجاد تيار حضاري، وكره الشعب لنظام الحكم وعدم ولائه له، والنزاع الداخلي في الأسرة الحاكمة وضعف النظام الحربي، وحب الدنيا وكراهية الموت، وترك الاتحاد والوقوع في ظلم العباد، وأنانية محمد علاء الدين الخوارزمي وهزيمته النفسية، وشخصية جلال الدين منكبرتي، وقصر نظر الخليفة العباسي الناصر لدين الله، كما كانت هناك وقفات تحليلية في أسباب زوال الدولة العباسية والتي كان من أهمها؛ غياب القيادة الحكيمة، وإهمال فريضة الجاهد، وانعدام الوحدة السياسية، وضعف الجيش العباسي، ضعف عصبية الدولة، ضعف قيمة العهود ضعف همم ملوك الأطراف، تنازلات سياسية دلت على الوهن العباسي، وتعدد مراكز القوى واحتلال خطوط الدفاع الأولى، ودور النصارى في سقوط الدولة العباسية، ودور المسلمين في إسقاط الدولة العباسية وإبعاد الكفاءات النادرة ومنافسة العلويين، والترف وأثره في زوال الدولة العباسية والوصول إلى آخر نقطة من الانحلال والتدهور، وتدهور الأوضاع الاقتصادية والصراع الداخلي في بغدادي، وخيانات الشيعة كالوزير ابن العلقمي وتمرس فرسان التتار وقوة الإمبراطورية المغولية، كما أهتم الكتاب بجهود المماليك في التصدي للمشروع المغولي، وأنصفهم، وترجم لسيف الدين قطز، ترجمة مفصلة اهتمت بفقه في إدارة الصراع مع المشروع المغولي وقفت مع أسباب انتصار المسلمين في عين جالوت مع نوع من التحليل، واستخرج السنن، واستلهام العبر، والدروس، والتي كان من أهمها، القيادة
الحكيمة، ووضح الرؤية والهدف ونقاء الهوية والحرص على الشهادة، وعدم موالاة أعداء الأمة وتوسيد الأمر إلى أهله، والجيش القوي، وأحياء روح الجهاد والأخذ بسنة الأسباب، كملازمة التدريب العقائدي مع التدريب القتالي، والتدريب بشكل