الناصر قد خطبها لنفسه، فزفت إليه بدمشق، ودخل بها واحتفل بها احتفالا كبيراً (?).

وتدخل الخليفة العباسي من جديد بين الأيوبيين والمماليك ووصل نجم الدين البادرائي لتوسط بين الطرفين ونجح في تجديد معاهدة الصلح على أن:

ـ يستعيد المعز أيبك ساحل بلاد الشام.

ـ ألا يأوي الناصر يوسف أحداً من المماليك البحرية.

7 ـ مقتل السلطان أيبك وشجرة الدر

7 ـ مقتل السلطان أيبك وشجرة الدر: يبدو أن أيبك أخذ يشعر بما بين زوجته شجرة الدر والمماليك البحرية بالكرك من مراسلات واتفاقات، فعزم على الزواج من غيرها وأرسل سنة 1256م ميلادية إلى بدر الدين لؤلؤ الاتابكي صاحب الموصل يطلب إليه حلفا زواجيا لم يعلم عنه إلا ما تداولته المراجع من خطبته أيبك لابنة بدر الدين وليس من المعقول أن تكون الخطبة قاصرة على مجرد الرغبة في الزواج إذ ربما أراد من وراء ذلك الحلف معرفة تحركات المغول عن طريق صاحب الموصل، وكيفما كان الأمر فقد كانت هذه المسألة بداية الخاتمة لعهد أيبك، وذلك لئن شجرة الدر لما علمت ما يبيت لها أخذت هي تتزعم حركة المعارضة الداخلية والخارجية لسلطنته، فقام بعض من بقي في مصر من البحرية بمعارضة مشروع الزواج، فقبض أيبك على عدد كبير، منهم أيدكين الصالحي، وسيرهم لقلعة الجبل لسجنهم في الجب، فلما وصلوا إلى قرب نافذه القصر السلطاني حيث سكنت شجرة الدر، احنى الأمير أيدكين رأسه احتراماً وقال بالتركية (والله يا خوند (?) ما عملنا ذنب وجب مسكناً ولكنه لما سير يخطب بنت صاحب الموصل، ما هان علينا لأجلك، فانا تربية نعمتك ونعمة الشهيد المرحوم"الصالح أيوب"، فلما عتبناه تغير علينا وفعل بنا ما ترين، فأومأت إليه شجرة الدر بمنديلها بما معناه"قد سمعت كلامك" وعندما نزلوا بهم إلى الجب قال أيدكين؛ إن كان قد حبسنا فقد قتلناه (?)،

ومعنى هذا أن شجرة الدر كانت قد بيتت هي الأخرى لايبك جزاء وفاقاً، وأن قبضه على أولئك لم يكن مجرد معارضتهم في الزواج، بل لأنه علم بمؤامرتهم، فأراد أن يقضي على الحركة كلها بالفصل بين أمراء المماليك وزعيمتهم غير أن شجرة الدر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015