وهناك آيات كثيرة تحاول قطع الطريق على بعض المتفلسفين من أهل الكتاب "ي أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير" (المائدة، آية: 19)، فكل إنسان وكل مجتمع وكل أمة مسئولة عما يصدر عنها، ولا يتحمل أحد جريرة غيره "تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون" (البقرة، آية: 134). المهم أن الله تعالى لا يحجب نعمة عن أحد، بل يوزعها على المؤمن والكافر، ثم يراقب تصرف الكل فيها، فمن طغى وظلم، ومن كفر بها واستعملها استعمالاً سيئاً فإن العقاب العادل سينزل به في الوقت المناسب، وقد يطول ذلك العهد قبل نزول العقاب ولكنه يكون في الطريق، وبعد هذا وذلك فإنه "لا يكلف الله نفساً إلا وسعها" (البقرة، آية: 286)، ومثل هذا في الأمم والمجتمعات وعلى مستوى الأفراد فإن الله خلق النصوص ملهماً إياها طريق الخير والشر، يقول تعالى: "ونفسٍ وما سواها * فألهمها فجورها وتقواها * قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها" (الشمس، آيات: 7 ـ 10). وقال "وهديناه النجدين" (البلد، آية: 10)، ومن الملاحظ في دراسة أسباب سقوط الدول والحضارات بأنها لا تسقط بسبب واحد كما لا تقوم بسبب واحد، بل بتجمع عدة أسباب لقيامها، وعدة أسباب لتدهورها وسقوطها، بعضها يعمل ببطء، بينما يعمل البعض بسرعة أكبر، ولا تسقط الدولة والحضارة بضربة واحدة، بل بتضافر جملة من العوامل (?)، وهذا ما حدث للدولة الأيوبية التي زالت من الوجود في مصر عام 648هـ وأهم هذه الأسباب في نظري:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015