الشديدة التي تهب من المنطقة الجنوبية في سيبريا الواقعة شمالاً (?)، وتنعكس هذه الحالة في فصل الصيف حيث ترتفع الحرارة وتهب الرياح الشديدة المحملة بالرمال (?) وفي هذه البيئة القاسية، كانت هذه القبائل التي تعيش على الصيد والرعي تجري وراء المياه القليلة في "صحراء جوبي" التي يعني اسمها الجدب والفقر (?)، وفي السهول بين الجبال وتعتلي المرتفعات وراء العشب والمرعى وكلما زحف الجفاف أو قلت الأعشاب انتقلوا إلى أرض مجاورة يدفعهم إلى ذلك تزايد عدد القطعان والماشية، وهذا الارتحال والتنقل هو القاعدة الطبيعية لحياتهم، وإذا احتبست الأمطار أو تعرضت المراعي للآفات وقلة الأعشاب تبعاً لذلك وجد الراعي نفسه أمام خطر فقدان ماشيته ـ وهي مصدر رزقه ـ ثم التعرض للمجاعة وهذا بدوره يدفعه إلى السرقة، والنهب والسلب ممن يجاورونه من السكان الذين يشتغلون في الزراعة، ومن هنا تقوم الحروب والغارات والاعتداءات والأخذ بالثأر (?)، وبالرغم من وحدة أصول هذه الأقوام، إلا أنه كانوا ينقسمون إلى قبائل عديدة تتزايد أعدادها يوماً بعد يوماً بحكم انقسامها على نفسها وانفصالها عن بعض حاملة أسماء جديدة، تفرعت إليها وعرفت بها (?).
في النصف الأول من القرن الثاني عشر الميلادي "السادس الهجري" كان ينزل شمال منشوريا، ومنغوليا، وتركستان، قبائل بدوية متأخرة تتخذ من الرعي والصيد مهنة لها، تنتقل وراء العشب من مكان إلى آخر وتنتمي هذه القبائل من الناحية اللغوية إلى مجموعات: مجموعة تركيا، ومجموعات منغولية، ومجموعات تنفوذية، ويصعب على المؤرخ أن يفصل بشكل قاطع بين هذه المجموعات وذلك لأن صلات معينة قامت بينهم جعلت ألقابهم، وعاداتهم وكلامهم متقاربة، ومن هذه المجموعات:
أ. القبائل التركية:
ـ قبيلة توركش: وهذه القبيلة من أشهر القبائل التركية في الغرب، وكانت رؤساؤها