كالروسية، الألمانية والفرنسية، والإنجليزية، كما عرف المستشرقون ذلك أيضاً مما كتب باللغة المغولية، ويتمثل ذلك بصورة رئيسية بالكتاب المعروف بـ"التاريخ السري للمغلول أو تاريخ المغلول السري" بناء على هذا، نجد أن المغول شيء والتتار شيء آخر، ويمكن أن توجد صلة تعريفية بين
الاثنين ـ المغول والتتار ـ فتقول بكلمات مقتصرة: أن التتار مغول وليس المغول تتراً، فالتتار شعبة متفرعة من المغول، وليس المغول فرع من التتار، فالأصل هنا هم المغول، وليس الأصل التتار، وعلى الرغم من أن التتار تفرعوا أصلاً من المغول، وأصبح لهم دولة مستقلة، سيطرت على المغول حقبة من الزمن ـ إلا أنه في الفترة التي نتكلم عنها الآن، وكما سيأتي بإذن الله، جاء المغول تحت زعامة جنكيز خان، فهزم التتار، فقتلوا رجالهم/ وسبوا نساءهم واسترقوا أطفالهم، ولهذا نجد أن التتار قد تلاشوا على يد الزعيم المغولي العظيم، وأصبح المغول هم أصحاب الدولة والغلبة، فأسسوا إمبراطورية لهم عرفت في التاريخ بالمغول وليست بالتتار (?).
عاشت القبائل المغولية في المنطقة الواقعة في وسط آسيا بين نهري "سيحون وجيحون" من الغرب حتى حدود الصين الجبلية من جهة الشرق ممتدة حتى أقصى الشمال الشرقي لآسيا (?)، وتوسع البعض في حدودها حتى امتدد بها إلى البحر الأدرياتيكي ويمكن هضبة منغوليا وسلاسل جبال "تيان شان" وجبال "التاي" وما بينهما من سهول وصحراء جنوبي وحول بحيرة "بايكال" وضفاف الأنهار الموجودة في تلك المنطقة (?)، الموطن الرئيس لهذه القبائل، التي كانت تستقر في السهول الواقعة بين سلاسل الجبال ومناطقها الدافئة شتاءً حيث تتوفر المراعي لحيواناتهم، وفي الصيف يستقرون في المرتفعات وأعالي الجبال لمدة شهرين أو ثلاثة حيث تكون المنطقة باردة وتتوفر فيها المياه والمراعي.
إن بعد هذه المناطق الشديد عن البحار فضلاً عن ارتفاعها أسهم في أن يخصها بمناخ "قاري" ـ إذ تتراوح درجة الحرارة في معظم أجزائها ما بين 38 فوق الصفر و42 تحت الصفر ـ مما يؤدي إلى تجمد أنهارها وبحيراتها فترة طويلة من أشهر السنة، بالإضافة إلى الرياح