أوكتاي ((حاقانا)) أي خاناً أعظم للإمبراطورية المغولية، وذلك في القوريلتاي الذي عقد لهذا الغرض في ربيع سنة 626هـ (1229م) بعد ذلك قام الخان بتوزيع الأموال على الأقارب والعشائر. وطبقاً للرسوم والعادات المتبعة عند المغول، أمر بتقديم الأطعمة لمدة ثلاثة أيام متتالية صدقة على روح جنكيز خان، كذلك اختار أربعين فتاة حسناء من نساء الأمراء الذين كانوا يلازمونه وألبسوهن أفخر الثياب وزينوهن بالمرصعات والجواهر، ثم أرسلوهن على جياد أصيلة إلى جنكيز خان (?)
ـ قتلوهن وذلك على على حد زعمهم ومعتقدهم ـ وعلى أثر تولية أوكتاي عرش المغول، قرر أن تكون كل الأحكام التي أمر بها جنكيز خان نافذة المفعول، وأن تبقى مصونة بعيدة عن التغيير والتبديل كذلك أصدر عفوا شاملاً عن جميع الأشخاص الذين ارتكبوا ذنوباً قبل جلوسه على العرش وهدد بانزال العقاب الصارم على كل من تحدثه نفسه بمخالفة القوانين بعد ذلك واهتم اهتماماً كبيراً باكمال الفتوحات التي بدأها والده جنكيز خان فكون الجيوش اللازمة لغزو إيران وأوربا والصين (?).
لقد كان انتخاب أوكتاي بن جنكيز خان لأعظم للمغول إيذاناً بشن حملة جديدة على ممالك الدولة الخوارزمية والقضاء عليها نهائياً، على أن المغول الذين كانوا لا يزالون يحتلون منطقة ما وراء النهر، قاموا قبل ذلك بعدة حملات منظمة عل قوات السلطان جلال الدين منكبرتي، كانت تسفر تارة عن انتصار جلال الدين وتارة أخرى على انتصار المغول (?)، ولكنها على كل حال لم تؤد إلى نتيجة حاسمة، إلى أن عهد ((أوكتاي)) إلى قائده المشهور ((جُز ماغون نويان)) بقيادة الحملة على إيران، فسار على رأس جيش كبير تعداده 50000 جندي، مصطحباً معه عدداً من أمهر قادة المغول، وقد قدم الجميع إلى تركستان حيث طلبوا المدد من أمراء المغول وحكامهم في خوارزم، وبالإضافة إلى ذلك أضيفت إلى هذا العدد الكبير قوات أخرى غير نظامية من أسرى الأعداء، فبلغ عدد الجميع 100000 جندي (?)، واستطاع المغول تدمير جيش جلال الدين منكبرتي كما مرَّ معنا، وبعد أن تخلصوا من أخطر عدو استطاع أن يواجههم ببسالة أصبح الطريق أمامهم ممهداً للفتح والغزو دون أن يعوقهم