كان لجنكيز خان زوجات ومحظيات كثيرات ولكنه كان يفضل عليهن جميعاً زوجته المسماة"يَسُونجين بَيْكي" ولهذا كان يعز عليه أبناءه من هذه الزوجة ويقدمهم على أبنائه الآخرين، وقد أنجب جنكيز خان تسعة أولاد من بينهم أربعة كانوا من زوجته يسونجين وهؤلاء الأبناء الأربعة هم: جوجي وجغتاي وأوكَتاي وتوُلوُي، وكان أبوهم جنكيز خان يعهد إليهم بجلائل الأعمال، كما كان يعتمد عليهم اعتمداً كلياً في إدراة إمبراطوريته المترامية الأطراف، فمثلاً نراه يكلف أكبر أبنائه"جوجي" بالإشراف على شئون الصيد وتنظيم القصور وتزيينها، وأما ابنه الثاني"جغتاي" فقد وكل إليه تنظيم شئون القضاء والعمل على تنفيذ أحكام جنكيز خان وقوانينه وتوقيع الجزاء والعقاب على المقصرين، وجعل ابنه الثالث"أوكتاي" يختص بالشئون المالية والإدارية، ويقوم بتنظيم شئون الملك، وتدبير مصالح الناس، وفوضى إلى ابنه تولوى مباشرة شئون الدفاع وإعداد الجيوش، وكان يدعى"الغ نويان (?) "، وقد رأى جنكيز أن خير وسيلة لتدريب أبنائه على مباشرة مهام الحكم وتحمل المسؤوليات، هو أن يقسم إمبراطوريته بينهم وهو على قيد الحياة وقد تم التقسيم على النحو التالي:
1 ـ كان نصيب جوجي وهو أكبر أبناء جنكيز خان، البلاد الواقعة بين نهر ارتش والسواحل الجنوبية لبحر قزوين وكان تلك البلاد عامة القبجاق ويطلق عليه إسم القبيلة الذهبية نسبة إلى خيم معسكراتها ذات اللون الذهبي، وكان غالب أهلها من الأتراك والتركمان (?)، ولما كان جوجي قد توفي قبل وفاة أبيه قرر جنكيز خان أن تكون هذه المناطق من نصيب حفيده "باتو بن جوجي" الذي اشتهر برقة العاطفة وعذوبة الحديث وشدة التعقل وأصبح رأس بيت جنكيز خان وقام بدور حاسم فيما نشب من منازعات على ولاية العرش للإمبراطورية.