فلول المسلمين من العراق والشام وتجهز نفسها لمعركة فاصلة مع المغول وكان السلطان سيف الدين قطز على رأس السلطة في مصر وكان يدرك أن بقاء دولته الفتية يتوقف على إجتيازه ذلك الإمتحان الكبير المتمثل في الغزو المغولي للممالك الإسلامية الذي استشرى خطره، وأن يثبت أنه بحق أهل للثقة التي أولاها إياه الأمراء في مصر ورجل الساعة بالفعل بعد اجماعهم على عزل الملك المنصور علي ابن المعز أيبك وتنصيبه على دولة المماليك وأخذ سيف الدين في إعداد الجبهة الداخلية، وحرص على رص الصفوف والتصالح مع المخالفين، وحكّم الشريعة الإسلامية في دولته واستجاب لتعاليم وترشيد الشيخ عز الدين بن عبد السلام، ورد على رسالة هولاكو بإعلان الحرب على المغول والقبض على رسلهم وضرب أعناقهم أمام أبواب القاهرة وعلق رؤوسهم على باب زويلة وأبقى على صبي من الرسل وجعله من مماليكه وكانت تلك الرؤوس أول ما علق في مصر من المغول، وشرع في إعداد العدة للمعركة الفاصلة واستطاع المسلمون بقيادة سيف الدين قطز تحقيق نصراً ساحقاً على المغول وتمّ تطهير بلاد الشام من السيطرة المغولية، ورتّب سيف الدين قطز أمور الولايات الشامية، وبعد ذلك قصد البلاد المصرية وفي طريق عودته تمّ اغتياله على يد ركن الدين قطز ومجموعة من فرسان المماليك لأسباب تمّ بيانها وتفصيلها في هذا الكتاب، وذكرت أهم العوامل التي ساهمت في تحقيق النصر في معركة عين جالوت والتي منها:
1ـ القيادة الحكيمة.
2ـ توسيد الأمر إلى أهله.
3ـ الجيش القوي.
4ـ إحياء روح الجهاد.
5ـ الإعداد وسنة الأخذ بالأسباب.
6ـ عبقرية التخطيط.
7ـ بعد نظر سيف الدين قطز وقيادته الحكيمة.
8ـ توفر صفات الطائفة المنصورة.
9ـ سنة التدرج ووراثة المشروع المقاوم.
10ـ الاستعانة بالعلماء واستشارتهم.
11ـ الزهد في الدنيا.