أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد نبيه وَآله وَصَحبه فَهَذَا الْكتاب السَّادِس من الْكتب الَّتِي يشْتَمل عَلَيْهَا كتاب الجيانية وَهُوَ كتاب المملكه الآسة فِي حلي مَدِينَة بياسة
طيبَة الأَرْض كَثِيرَة الزَّرْع وَالْأَشْجَار والزعفران الَّذِي يحمل إِلَى الْآفَاق وَهِي على النَّهر الْأَعْظَم المفضي إِلَى أشبيلية وَهِي الْآن فِي أَيدي النَّصَارَى
ذكره الحجاري وَأثْنى عَلَيْهِ وعَلى بَيته وَذكره أَنه يلقب بفلفل أنْشد لَهُ قَوْله ... وَدَّعْتُ مَنْ أحْبَبْتُهُ وَتَرَكْتُهُ ... وَاللهُ يَعْلَمُ مَا ألاقِي بَعَدَهُ
كُنْتُ أحمل صده فِي قربه ... ياليت شِعْرِي كَيْفَ أحْمِلُ بَعْدَهُ
يَا هَلْ تُرَاهُ مَنْ يَقَبِّلُ ثَغْرَهُ ... أوْ يَجْتَنِيهِ أوْ يُعَانِقُ قَدَّهُ
أوْ مَنْ يُنَادِمُهُ بِخَمْرَةِ لَحْظِهِ ... وَيَرُودُ وَجْنَتَهُ وَيَجْنِى وَرْدَهُ ...