بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد
أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه فَهَذَا
الْكتاب الأول من الْكتب الَّتِي يشْتَمل عَلَيْهَا كتاب المملكة الطليطلية وَهُوَ كتاب البدور المكملة فِي حلي مَدِينَة طليطلة
المنصة من التَّارِيخ الرُّومِي أَنَّهَا إِحْدَى المدن الْأَرْبَع الَّتِي بنيت فِي مُدَّة قَيْصر أكتبيان الَّذِي يؤرخ من مدَّته الصفر وَتَأْويل اسْمهَا أَنْت فارح وَهِي فِي الإقليم الْخَامِس موسطة مِنْهَا إِلَى الحاجز الَّذِي هُوَ درب الأندلس نَحْو نصف شهر وَكَذَلِكَ إِلَى الْبَحْر الْمُحِيط بِجِهَة شلب وَمِنْهَا إِلَى قرطبة وَإِلَى غرناطة وَإِلَى مرسية وَإِلَى بلنسية نَحْو سَبْعَة أَيَّام ونهر تاجه قبليها وَأَطْنَبَ الحجاري فِي وصفهَا ووصفها بِعظم الِامْتِنَاع وإحداق الشّجر بهَا من كل جِهَة وَأَنه كَانَ يتفرج من بَاب شقرا فِي الجلنار الَّذِي لم ير مثله إِذْ الجلنارة تقَارب الرمانة وفيهَا من ضروب التَّرْكِيب والفلاحة مَا تفضل بِهِ