وقوله: "حتى أُحِبَّه" هو بضم الهمزة وفتح الباء.
و"يَبْطِشُ" بفتح أوله وكسر الطاء.
و"استعاذني" ضبط بالنون وبالباء الموحَّدة، وكلاهما صحيح (?).
وقوله: "مِمَّا افتَرَضتُ عليه" أي: من أدائه، كما صرَّح به في روايةٍ.
وفيه: أن الرب جل جلاله قدَّم الإعذار إلى كُلِّ مَن عادى وليّا له؛ فإنه بنفس المعاداة للولي إيذانٌ مِن الله بأنه محارِبهُ؛ فإن أخذه على غِرَّةٍ (?)، فإن ذلك بعد الإعذار بتقدم الإنذار.
ومعنى "عادى لي وليا": اتخذه عدوًا، ولا أرى المعنى إلَّا: أنه عاداه من أجل ولايته لله، فهذا وإن تضمن مع توجيه (?) القول: "من عادى لي وليًّا" من أجل ولايته، فإنه يشير من الحذر من إيذاء قلوب أولياء الله لا على الإطلاق؛ لأنه إذا كانت الأحوال تقتضي نزاعًا بين وليين لله في محاكمة أو خصومة راجعة إلى استخراج حق أو كشف غامض، فإن هذا لا يتناول هذا القول؛ لأنه قد جرى بين الصدِّيق والفاروق خصومه، وبين العبَّاس وعلي، وكثير من الصحابة ما جرى وكلهم كانوا أولياء الله، فكأنَّ هذا يَتَنَاول مَن عادى وليًّا لله مِن أجل كونهِ وَليًّا لله، مع كونه يشير إلى التَّحذير من إيذاءِ وليِّ الله (?).
وفيه: أنَّ العبدَ إذا صارَ مِن أهل حُبِّ الله لم يَمتَنِع أن يسأل ربه حوائجه، ولا أن يستعيذه مما يخافه، كما أوضحناه.
* * *