فَقَالَ: شَيْخُهُمُ الْيَوْمَ ابْنُ يُونُسَ- يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ يُونُسَ [1]-.
«قَالَ: وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ وَقَالَ لَهُ رجل: عمن ترى نكتب الْحَدِيثَ؟
فَقَالَ لَهُ: اخْرُجْ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ فَإِنَّهُ شَيْخُ الْإِسْلَامِ» [2] ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَبُو الْوَلِيدِ [3] وَمُسَدَّدٌ [4] يُقْرِئَانِكَ السَّلَامَ. فَقَالَ أَبُو عَبْدُ اللَّهِ: عَافَى اللَّهُ مُسَدَّدًا عَافَى اللَّهُ مُسَدَّدًا. فَقَالَ الرَّجُلُ أُقْرِئُهُمَا مِنْكَ السَّلَامَ. فَقَالَ ابو عبد الله: أقر مُسدَّدًا السَّلَامَ. فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَبُو الْوَلِيدِ أَبُو الْوَلِيدِ! فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: أَيْ لَعَمْرِي إِنَّهُ لَشَيْخُ الْإِسْلَامِ وَلَكِنْ أُحِبُّ أَنْ يَبْلُغَهُ، وَكَانَ بَلَغَهُ أَنَّهُ حَدَّثَ ابْنَ رِيَاحٍ وَكَتَبَ فِيهِ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ.
قَالَ: سَلَمَةُ بْنُ نُبَيْطٍ ثِقَةٌ، وَابْنُ شَوْذَبٍ [5] مِنْ أَهْلِ بَلْخٍ نَزَلَ الْبَصَرَةَ يَسْمَعُ بِهَا وَيَكْتُبُ، ثُمَّ انْتَقَلَ إِلَى الشَّامِ، وَكَانَ مِنَ الثِّقَاتِ.
«قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: لَمْ يَكُنْ [بِبَغْدَادَ] مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ- وَلَا يَحْمِلُونَ عَنْ كُلِّ إِنَسْانٍ، وَلَهُمْ بَصَرٌ بِالْحَدِيثِ وَالرِّجَالِ، وَلَمْ يَكُونُوا يَكْتُبُونَ إِلَّا عَنِ الثِّقَاتِ، وَلَا يَكْتُبُونَ عَمَّنْ لَا يَرْضَوْنَهُ- إِلَّا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ [6] وَالْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ وَأَبُو كامل [7] . وكان ابو كامل بصيرا