أَهْوَنَ مِنْهُ عَلَى ابْنِ شِهَابٍ» [1] .
«حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بن يحي عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: قَالَ رَبِيعَةُ لِلزُّهْرِيِّ فِي آخِرِ زَمَانِهِ: لَوْ أَنَّكَ سَكَنْتَ الْمَدِينَةَ وَجَلَسْتَ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَفْتَيْتَ النَّاسَ. فَقَالَ: إِنِّي لَوْ فَعَلْتُ ذلك لَوَطِئَ النَّاسُ عَقِبِي، وَلَا يَنْبَغِي لِي أَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ حَتَّى أَزْهَدَ فِي الدُّنْيَا وَأَرْغَبَ فِي الْآخِرَةِ» .
«قَالَ: وَقَالَ سُفْيَانُ: مَاتَ الزُّهْرِيُّ يَوْمَ مَاتَ وَلَيْسَ أَحَدٌ أَعْلَمَ بِالسُّنَّةِ مِنْهُ» [2] . قَالَ: وَسُئِلَ الزُّهْرِيُّ عَنِ الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا؟ فَقَالَ: هُوَ مَنْ لَمْ يَمْنَعِ الْحَلَالَ شُكْرَهُ، وَلَمْ يَغْلِبِ الْحَرَامُ صَبْرَهُ.
قَالَ: وَقَالَ سُفْيَانُ: قَالُوا لِلزُّهْرِيِّ فِي حَدِيثٍ ذَكَرَهُ: أَعِدْهُ عَلَيْنَا.
قَالَ: إِعَادَةُ الْحَدِيثِ أَشَدُّ مِنْ نَقْلِ الصَّخْرِ.
«حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ اللَّيْثَ يُحَدِّثُ:
أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ كَانَ يَقُولُ: مَا اسْتَوْدَعْتُ قَلْبِي شَيْئًا قَطُّ فَنَسِيتُهُ» [3] .
قَالَ: وَكَانَ يَكْرَهُ أَكْلَ التُّفَّاحِ وَسُؤْرَ الْفَأْرِ وَيَقُولُ: إِنَّهُ يُنْسِي. قَالَ:
وَكَانَ يَشْرَبُ الْعَسَلَ وَيَقُولُ إِنَّهُ يُذَكِّرُ.
وَأَخْبَرَنِي اللَّيْثُ عَنِ الْجُمَحِيِّ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَقْرَبَ شَيْئًا من ابن شهاب من يحي بْنِ سَعِيدٍ وَلَوْلَا ابْنُ شِهَابٍ لَذَهَبَ كَثِيرٌ مِنَ السُّنَنِ.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حماد عن رجل عن الزهري قال: