فَصَلَّى مَعَهُ الْمَغْرِبَ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: أَنْتَ كَتَبْتَ هَذَا الْكِتَابَ الَّذِي أَرْسَلْتَ بِهِ إِلَيْنَا؟ فَقَالَ لِلْقَاسِمِ: أَلَمْ تَرَ مَا أَحْسَنُهُ؟ قَالَ الْآخِرُ: أَفَهَذَا أَنْتَ كَتَبْتَهُ؟ قَالَ:
فَالْتَفَتَ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقَالَ: أَلَمْ تَرَ مَا أَحْسَنَهُ. قَالَ: قُلْتُ بَلَى. قَالَ:
فَأَنَا كَتَبْتُهُ فَاشْهَدْ عَلَى مَا فِيهِ.
حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ وَأَبُو الطَّاهِرِ وَيُونُسُ قَالُوا: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ:
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ عن سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ [1] عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّهُ كَانَ إِذَا أراد سفر كَتَبَ وَصِيَّتَهُ ثُمَّ طَبَعَ عَلَيْهَا ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَى سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وقال: اشْهَدْ عَلَى مَا فِيهَا إِنْ حَدَثَ عَلَيَّ حدث فإذا قدم قبضها منه.
قال: وقال ابْنُ وَهْبٍ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ فِي رَجُلٍ كَتَبَ وَصِيَّتَهُ فَطَبَعَ عَلَيْهَا، ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَى نَفَرٍ وَأَشْهَدَهُمْ أَنَّ مَا فِيهَا مِنْهُ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ لَا يَفُضُّوا خَاتَمَهُ حَتَّى يَمُوتَ. قَالَ: ذَلِكَ جَائِزٌ [2] إِذَا أَشْهَدَهُمْ أَنَّ مَا فِيهَا مِنْهُ.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ: أَنَّ أَبَا قُلَابَةَ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَشْهَدَ عَلَى الصَّحِيفَةِ الْمَخْتُومَةِ. وَقَالَ: لَعَلَّ فِيهَا جَوْرٌ.
حدثنا سعيد بن منصور قال: حدثنا (263 أ) خَالِدٌ [3] عَنْ يُونُسَ [4] عَنِ الْحَسَنِ [5] أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ شَهَادَةَ الرَّجُلِ عَلَى الْوَصِيَّةِ فِي صَحِيفَةٍ مختومة