لَكَ عَلَيَّ أَنْ لَا أُكَلِّمَكَ أَبَدًا وَلَا أَرْوِي عَنْكَ. فَلَمْ يَرْوِ عَنْهُ.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ قَالَ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ [1] قَالَ لِي حَجَّاجٌ: حَدَّثَنَا أَبِي وَثنا جَدِّي حَتَّى أحدثك.
حدثنا احمد بن الخليل حدثنا يحي بْنُ أَيُّوبَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْحَوَارِيَّ قَالَ: حَدَّثَ الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ يَوْمًا فَقَالَ: سَأَلْتُ عَمًّا عَنِ الضَّحِيَّةِ. قَالَ: وَكَانَ يُحِبُّ النَّبْلَ وَيُفَخِّمُ كَلَامَهُ، فَنَادَاهُ دَاوُدُ [2] الطَّائِيُّ- قَالَ: وَأَرَادَ دَاوُدُ أَنْ يَقْصُرَ إِلَيْهِ نَفْسَهُ- فَقَالَ: يَا أَبَا أَرْطَأَةَ إِنَّهَا لَيْسَتِ بِالضَّحِيَّةِ إِنَّمَا هِيَ الْأُضْحِيَةُ. فَتَطَاوَلَ لَهُ الْحَجَّاجُ حَتَّى رَأَى وَجْهَهُ، ثُمَّ قَالَ: اللِّسَانُ لِسَانُ عَرَبِيِّ وَالْوَجْهُ وجه نبطي.
وبه قال: حدثني ابو عيس [3] قَالَ: جَاءَ الثَّوْرِيُّ- يَعْنِي سُفْيَانَ- إِلَى الْحَجَّاجِ فَسَأَلَهُ عَنْ حَدِيثٍ أَوْ حَدِيثَيْنِ. فَقَالَ الْحَجَّاجُ: مَا نَظُنُّ أَبَا ثَوْرٍ إِلَّا أَنَّهُ قَدْ أَجَازَنَا بِجَائِزَةٍ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ ثنا يحي بن أيوب قال: سمعت (255 أ) أبا عيس يَقُولُ: جَاءَ الْحَجَّاجُ يَوْمًا فَجَلَسَ فِي جَانِبِ الْحَلْقَةِ، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا أَرْطَأَةَ [4] لَوِ ارْتَفَعْتَ. قَالَ: أَنَا حَيْثُ كُنْتُ صَدْرًا.
وَبِهِ سَمِعْتُ أَبَا عِيسَى يَقُولُ: كَانَ الْحَجَّاجُ كَثِيرًا مَا يَقُولُ: قَتَلَنَا حُبُّ الشَّرَفِ إِنَّا وَإِنْ كُنَّا قَدْ دَخَلْنَا فِيمَا دَخَلْنَا فِيهِ فَإِنَّا لَا نَكْذِبُ.
قَالَ: وَكَانَ يَقُولُ لِأَصْحَابِ الْحَدِيثِ: لا تقولوا من حدثك ولكن