وفي قوله: "فلما دخلت عليه للوداع قام إلى جانب الغار، وجرَّد الفرجية، وألبسنيها مع طاقية من رأسه، ولبس مُرقَّعة" (?).
وقد كانت الطاقية في بدايتها للصبيان والبنات؛ ثم كثر لبس رجال الدولة من الأمراء والمماليك والأجناد ومن يتشبه بهم في لبس الطواقى في الدولة الجركسية، وصاروا يلبسون الطاقية على رؤوسهم بغير عمامة، ويمرون كذلك في الشوارع والأسواق والمواكب لا يرون بذلك بأسًا، بعد ما كان نزع العمامة عن الرأس عارًا وفضيحة.
وقد نوَّعوا هذه الطواقى ما بين أخضر وأحمر وأزرق وغيره من الألوان؛ وكانت أولًا ترتفع نحو سدس ذراع ويعمل أعلاه مدورًا مُسطحًا.
وحدث في أيام الملك الناصر فرج شيء عُرف بالطواقى الجركسية يكون ارتفاع عصابة الطاقية منها نحو ثلثى ذراع وأعلاها مدوَّر ومقبب، وقد بالغوا في تبطين الطاقية فيما بين البطانة المباشرة للرأس والوجه الظاهر للناس، وجعلوا من أسفل العصابة المذكورة زيقًا من فرو القرض الأسود يقال له القندس في عرض نحو ثمن ذراع بصيرًا دائرًا بجبهة الرجل.
ويعلل المقريزى تشبه النساء بالرجال قى لبس الطواقى ذات الإطار الفرو بأنه أولًا فشا في أهل الدول المملوكية محبة الذكران فقصد نساؤهم التشبه بهم لاستمالة قلوب رجالهن، فاقتدى بهن عامة نساء مصر، وثانيًا لانخفاض مستوى المعيشة مما اضطر نساء مصر إلى ترك الذهب والفضة والجواهر ولبس هذه الطواقى.
وظل استعمال هذا الزى إلى القرن التاسع الهجري؛ ومن عيوب هذا الزى أنه كان يشبه الرجال بالنساء (?).
وقد كان المماليك يلبسون طواقى من الصوف، وهي ثقيلة الوزن وقاسية