قالوا: ((الشيخ شقرة بعد الشيخ الألباني قد تَغَيَّر)) ، كذبوا والله، فكلُّ ما قاله الشيخ شقرة قاله في حياة الشيخ ناصر، وما العلاقة في هذا بين كون الشيخ حيَّاً أم لا، وهو-أي الشيخ شقرة-مَن واجه الناس في مواقف، لم يكن إلا هو في صفٍّ والناس في صَفٍّ؟!.
قالوا: ((الشيخ شقرة يميل إلى التكفير، واتخذ مستشارين تكفيريين، ويقول بعدم زيادة الإيمان أو نقصه، وأن ذلك كلَّه تقرأه أو تَلْمَسُه في كتابه "إرشاد الساري")) ، وكلُّ هذا -والله- إن هو إلا كذبٌ، وافتراءٌ، فَضَحَتْهم به مقالتهم في "الأصالة" في العدد المُشار إليه، لِقِلَّة بضاعتهم في العلم، واستمرائهم الكذب على أهل العلم. قالوا: ((الشيخ شقرة هاجم الشيخ الألباني بعد وفاته)) ، كذبوا، ولِمَ يهاجمه بعد وفاته، وهو الذي كان أقدر الناس -إن كان يُكنُّ حسداً أو كرهاً- أن يسعى إلى إفراد نفسه في الساحة وإخراج الشيخ الألباني؟! بل كان أول السَّاعين لأمنه، ولاستقراره، وللتَّصريح بآرائه من على منبر ((مسجد صلاح الدين)) (1) والشيخ الألباني يحضر له الجمعة لا يفارقها عنده، وصلاة الفجر يوم الجمعة، حتى حالت بينه وبين ذلك الظروف.
وكان بينهما من المودَّة والزيارات الخاصة ما لا يعلمه إلاَّ أقرب الناس إليهما، أولاد الشيخ شقرة وزوجه، وزوج الشيخ الألباني وأولاده، وكم من زيارة منفردة كان الشيخ الألباني يطلبها للعائلتين فحسب.
وما كان من أحدٍ يجرؤ على الدفاع عن الشيخ الألباني في محنته أثناء "فتوى هجرة أهل فلسطين" (2) ، التي ثار العامة وسخطوا عليه بسببها، وناله ما ناله، فما جرؤ أحدٌ من الناس أن يَنْبِس بِبِنْتِ شَفَةٍ دفاعاً عن الشيخ الألباني إلا قلم الشيخ شقرة، في كتابه "ماذا يَنْقِمُون من الشيخ "وتحمَّل بسببه أذى الكثيرين وأقلامهم المسعورة، وما بالى، كعهده حين يَصْدَع بالحق الذي يراه، و"كَتَبَة الأصالة" انزَوَوا حينها في "………"، وتحت أسقف مكاتبهم، ويزعمون اليوم حُبَّاً ودفاعاً عن الشيخ الألباني ضد الشيخ شقرة.