حَانَ وأدرك "، كما قيل "بلغ إِنَاه: غايتَه أو نُضْجَه ". والمقصود بَقِيَ المدة المناسبة لبوغ مثله كال حاله {إلا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ} [الأحزاب: 53]: أي وَقتَ نُضْجه [قر 14/ 226]. (كأن أصل ذلك أن النضج هو غاية طبخ الشيء أو وضعه في النار ولا غاية بعده، ليوضع بعدئذٍ في الأواني)، ثم منه أطلق في بلوغ ما يوضع على النار غاية ما يكون من تأثره بها). ومنه "أَنَى الماءُ (الذي يُسَخَّن): سَخُنَ وبَلَغ في الحرارة، وأَنَى الحميمُ: انتهى حَرُّه (أي بلغ أقصى المراد في الحرارة). {يَطُوفُونَ بَينَهَا وَبَينَ حَمِيمٍ آنٍ} [الرحمن: 44]، {تُسْقَى مِنْ عَينٍ آنِيَةٍ} [الغاشية: 5].

ومن وقت النضج استعمل في مطلق وقت الشيء {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} [الحديد: 16]، "أي ألم يَقرُب ويَحِنْ "وفي حديث أورده [قر 17/ 249] "إن الله يستبطئكم بالخشوع "فقالوا عند ذلك: خَشَعنا ". ومنه "الإِنْى -بالكسر، وبالفتح، وكإِلَى، والإِنْو- بالكسر: الساعةُ من الليل "وجمعها آناء، {وَمِنْ آنَاءِ اللَّيلِ فَسَبِّحْ} [طه: 130]: ساعاته وهي ظروف وكذا كل (آناء).

ومن تلك الظرفية استُعمِلت أَنَّى بمعنى حَيثُ وأين. وهما ظرفا مكان كالإناء، وبمعنى كيف معهما، وهذا من ذينك، إذ حقيقته استفهامٌ عن حال الوجود أي الوقوع والتحيز في مكان، وهي أعم في اللغة من (كيف) ومن (أين) ومن (متى). وقد فسرها سيبويه بـ كيف ومن أين باجتماعهما [بحر 2/ 181] وفيه الكلام عن {أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223 - 224] مستوفى. وخلاصته إطلاق الكيفية مع اجتناب الدبر والحيضة. {أَنَّى لَكِ هَذَا قَالتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} [آل عمران:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015