ففي القرآن الكريم إعجاز لا ينته إليه العقل البشري إلا بعد أن ينشط ويكتشف المستور من حقائق الكون وقد يكون الإعجاز في كلمة منه أو حتى في حرف من حروفه. وللقرآن الكريم عطاء لكل جيل يختلف عن الأجيال المقبلة. فالقرآن متجدد ولا يجمد أبدا.
فالعبادات كالصلاة مثلا محددة لا تتغير، فهي خمس مرات باليوم والليلة منذ أن فرضها الله على نبينا محمد صلّى الله عليه وسلّم وحتى قيام الساعة فهذه الأحكام التكليفة لا تغيير فيها ولا تبديل.
أما الحقائق المتعلقة بحقائق الوجود وقوانينه فهي متجددة حسب ما وصل إليه كل جيل من العلم، وما فهم من قوانين الكون، مثل كروية الأرض والغلاف الجوي وعلم الأجنة وغير ذلك.
فالقرآن الكريم هنا يعطي لكل عقل قدر حجمه ويعطي لكل عقل ما يعجبه ويرضيه. فإذا ما كشف الله لنا عن سر جديد في الكون رجعنا إلى الآية الكريمة فنجدها تؤدي هذا المعنى الجديد.
أ- قال تعالى: رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (9) [المزمل: 9].
ب- وقال: رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ (17) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (18) [الرحمن: 17 - 18].