وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28) وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي (29) هارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً (34) إِنَّكَ كُنْتَ بِنا بَصِيراً (35) قالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى (36) [طه: 1 - 26].
فقال: ما أحسن هذا الكلام وأجمله، فخرج زوج أخته وقال له: إني سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك عمرو بن هشام وعمر بن الخطاب».
فقال: دلوني على محمد لأسلم، قالوا: هو في دار الأرقم. فذهب إليه فلما رآه المسلمون قالوا: هذا عمر جاء يريد شرا. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
«ائذنوا له فإن كان يريد خيرا بذلناه له وإن كان يريد شرا قتلناه بسيفه»، ولما دخل أمسك النبي صلّى الله عليه وسلّم بعباءته وجذبه إليه جذبا شديدا وقال له: «ما جاء بك يا ابن الخطاب، لئن لم تنته لينزلن الله بك قارعة» فقال عمر:
جئت لأسلم وإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.
فكبر المسلمون حتى ضج المكان بالتكبير.
فهذا أثر من آثار القرآن في هداية الناس وتحويل قلوبهم.
وقريب من ذلك قصة إسلام سعد بن معاذ فلقد أرسل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مصعبا بن عمير إلى المدينة يعلّم الناس الدين ويقرئهم القرآن. فأخذ الإسلام ينتشر في بيوت المدينة وذات يوم وبينما كان سعد بن معاذ ومعه جماعة من قوم من بني عبد الأشهل جالسين وعلى مقربة منهم مصعب بن عمير ومعه جماعة من المسلمين من عشيرة سعد بن معاذ. فقال سعد لأسيد بن خضير: اذهب إلى هؤلاء فأبعد مصعبا وقل له: لقد بلغت بكم