سرقسطة حين فرق المعتضد بالله بينه وبين المعتمد -لأنه شغله عن كثير من أمره فنفاه- وهي: من الطويل
عليَّ، وإلا ما بكاء الغمائم ... وفيَّ، وإلا ما نياح الحمائمِ
وعني أثار الرعد صرخة طالبٍ ... لثأر وهز البرق صفحة صارمِ1
وما لبست زهر النجوم حِدَادها ... لغيري, ولا قامت له في مآتمِ2
وفي هذه القصيدة يقول -يمدح المعتضد بالله-:
إذا ركِبوا فانظره أول طاعنٍ ... وإن نزلوا فارصده آخرَ طاعمِ3
أبى أن يراه الله إلا مقلدًا ... حَمِيلة سيفٍ أو حَمَالة غارمِ4
ومن جيد نسيبه قوله في قصيدة يمدح بها المعتضد بالله: من الكامل
جاه الهوى -فاستشعروه- عاره ... ونعيمه -فاستعذبوه- أُوارُه5
لا تطلبوا في الحب عزًّا إنما ... عُبدانه في حكمه أحرارُه6
قالوا: أضربك الهوى فأجبتهم ... يا حبذاه وحبذا إضرارُه
قلبي هو اختار السَّقام لجسمه ... زِيًّا، فخلوه وما يختارُه
عيرتموني بالنحول وإنما ... شرف المُهَنَّد أن ترق شِفارُه7
وشمتم لفراق من آلفتُهُ ... ولربما حجب الهلال سِرارُه8
أحسِبتم السُّلوان هب نسيمه ... أو أن ذاك النوم عاد غِرارُه9
إن كان أعيا القلب من حرب الجَوَى ... خذلته من دمعى إذًا أنصارُه10