كأننا لم نبِتْ والوصل ثالثنا ... والسعد قد غض من أجفان واشينَا1
سِرَّانِ في خاطر الظلماء يكتمنا ... حتى يكاد لسان الصبح يُفشينَا2
لا غَرْوَ في أن ذكرنا الحزن حين نهت ... عنه النُّهَى، وتركنا الصبر ناسينَا3
أنَّا قرأنا الأسى يوم النوى سُورًا ... مكتوبة وأخذنا الصبر تلقينَا4
إن كان قد عز في الدنيا اللقاءُ ففي ... مواقف الحشر نلقاكم، ويكفينَا5
أما هواك فلم نعدل بمَنْهله ... شَرْبًا وإن كان يروينا فيُظمينَا6
لم يخفَ أُفْقُ جمال أنت كوكبُهُ ... سالين عنه، ولم نهجره قالينَا7
ولا اختيارًا تجنَّبناك عن كَثَبٍ ... لكن عدتنا على كره عوادينَا8
نأسى عليك إذا حثت مُشَعْشَعة ... فيها الشَّمول وغنانا مغنينَا9
لا أكؤس الراح تبدي من شمائلنا ... سيما ارتياحٍ ولا الأوتار تلهينَا10
دومي على العهد -ما دمنا- محافظةً ... فالحر من دان إنصافًا كما دينَا11
فما ابتغينا خليلًا منك يحبسنا ... ولا استفدنا حبيبًا عنك يغنينَا12
ولو صبا نحونا من عُلْوِ مطلعه ... بدر الدُّجَى لم يكن حاشاك يصبينَا13
أولي وفاءً وإن لم تبذلي صلة ... فالذكر يقنعنا والطيف يكفينَا