وَيْلُمِّهِ من طَلُوب الثأر مدركه ... منهم بأُسْد سَرَاة في الوغى صُبُرِ1
من لي ولا من بهم إن أظلمت نُوَبٌ ... ولم يكن ليلها يفضي إلى سَحَرِ2
من لي ولا من بهم إن عطلت سنن ... وأُخفيت ألسن الآثار والسيرِ3
من لي ولا من بهم إن أطبقت محن ... ولم يكن وِرْدُها يدعو إلى صَدَرِ4
على الفضائل إلا الصبر بعدهم ... سلام مرتقب للأجر منتظرِ
يرجو عسى وله في أختها أمل ... والدهر ذو عُقَبٍ شتى وذو غيرِ5
قَرَّطتُ آذان من فيها بفاضخة ... على الحسان حصا الياقوت والدررِ6
سيارة في أقاصي الأرض قاطعة ... شَقَاشِقًا هدرت في البدو والحضرِ7
مطاعة الأمر في الألباب قاضية ... من المسامع ما لم يقض من وَطَرِ8
وكان أبو محمد هذا يكتب للمتوكل على الله، ونمت حاله معه؛ وهو أحد كتاب المغرب، وممن جمع منهم فضيلتي الكتابة والشعر، على أنه مقل من النظم، لم يثبت به منه إلا يسير بالنسبة إلى غزارة آدابه ونباهة قدره. وسيمر من مختار رسائله في موضعه من هذا الكتاب ما يدل على ما وصفناه به.
حكى عن نفسه -رحمه الله- أنه كان بين يدي مؤدبه، وسنه إذ ذاك ثلاث عشرة سنة، فعن للمؤدب أن قال: من المجتث
الشِّعْرُ خُطَّةُ خَسْفِ
وجعل يردد هذا القول. قال الوزير أبو محمد رحمه الله: فكتبت في لوحي مجيزًا له:
لكل طَالبِ عُرْفِ9