فلا تغرَّنْكَ من دنياك نومتها ... فما صناعة عينيها سوى السَّهَرِ
ما لليالي -أقال الله عَثْرَتنا- ... من الليالي وخانتْها يد الغِيَرِ1
في كل حين لها في كل جارحةٍ ... منا جراح وإن زاغت عن النظرِ
تسر بالشيء, لكن كي تَغُرَّ به ... كالأَيْم ثار إلى الجاني من الزَّهَرِ
كم دولةٍ وليت بالنصر خدمتها ... لم تبقِ منها -وسل ذكراك- من خبرِ
هَوَتْ بدارا وفَلَّتْ غَرْبَ قاتله ... وكان عَضْبًا على الأملاك ذا أُثرِ2
واسترجعت من بنى ساسان ما وهبت ... ولم تدع لبنى يونانَ من أَثرِ3
وألحقت أختها طَسْمًا، وعاد على ... عاد وجُرْهُمَ منها ناقض المِرَرِ4
وما أقالت ذوي الهيئات من يَمَنٍ ... ولا أجارت ذوي الغايات من مُضَرِ5
ومزقت سبأً في كل قاصية ... فما التقى رائح منهم بمبتكرِ6
وأنفذت في كليب حكمها، ورمت ... مُهَلْهِلًا بين سمع الأرض والبصرِ7
ولم ترد على الضِّلِّيل صحته ... ولا ثَنَتْ أسدًا عن ربها حُجُرِ8
ودوخت آل ذبيان وإخوتهمْ ... عبسًا، وغصت بني بدر على النهَرِ9