وله من قصيدة طويلة: من الطويل
أنا الشمس في جو العلوم منيرة ... ولكن عيبي أن مطلعي الغربُ
ولو أنني من جانب الشرق طالع ... لجد على ما ضاع من ذكري النَّهْبُ
ولي نحو أكناف العراق صبابةٌ ... ولا غَرْوَ أن يستوحش الكَلِفُ الصَّبُّ1
فإن يُنزل الرحمن رحلِيَ بينهم ... فحينئذ يبدو التأسف والكربُ
فكم قائل: أغفلته وهو حاضر ... وأطلب ما عنه تجيء به الكُتْبُ!
هنالك يدري أن للبعد قصة ... وأن كساد العلم آفته القربُ! 2
فيا عجبًا من غاب عنهم تشوقوا ... له، ودنو المرء من دارهم ذنبُ
وإن مكانًا ضاق عني لضيقٌ ... على أنه فُسْحٌ مهامهه سُهْبُ3
وإن رجالًا ضيعوني لَضُيَّعٌ ... وإن زمانًا لم أنل خصبه جدبُ
ومنها في الاعتذار عن مدحه لنفسه:
ولكن لي في يوسف خير أُسوةٍ ... وليس على من بالنبي ائتسى ذنبُ4
يقول -وقال الحق والصدق-: إنني ... حفيظ عليهم؛ ما على صادق عتبُ
ومن المختار له قوله: من البسيط ... لا يشمتَنْ حاسدي إن نكبة عرضتْ
فالدهر ليس على حال بمُتَّرَكِ ... ذو الفضل كالتِّبْر طَوْرًا تحت مِيقعَةٍ
وتارةً في ذُرا تاج على ملكِ! 5 ... ومن ذلك قوله: من الوافر
لئن أصبحتُ مرتحلا بشخصي ... فرُوحي عندكم أبدًا مقيمُ
ولكن للعِيان لطيف معنًى ... له سأل المعاينة الكليمُ6