قد قدمنا أن أول من صحب المهدي محمد بن تومرت، عشر أنفس؛ وهم المسمون بالجماعة؛ أولهم عبد الواحد الشرقي على الصحيح؛ ثم عبد المؤمن بن علي أمير المؤمنين، ثم عمر بن عبد الله الصنهاجي المعروف عندهم بعمر أزناج، ثم فَصْكة بن وَمزَال، سماه ابن تومرت: عمر، وكناه أبا حفص؛ انتشر من ظهر عمر هذا بشر كثير، وكان له عدة من الولد، منهم: إبراهيم، وإسماعيل، ومحمد -أم محمد هذا ابنة عبد المؤمن- ويحيى، وعيسى، وموسى، ويونس، وعبد الحق، وعثمان، وأحمد، وعبد الواحد؛ كان عبد الواحد هذا يتولى أمر إفريقية، ولاه أمرها أمير المؤمنين أبو عبد الله سنة 603، فلم يزل واليًا عليها إلى أن مات بها يوم الخميس، وهو أول يوم من شهر محرم سنة 618.
وكان ابن تومرت يسمي فصكة هذا: المبارك، ويقول: لا يزالون بخير ما بقي فيهم هذا الرجل أو أحد من ولده؛ فكان الأمر كما قال، وانتفعوا به وبأولاده وأولاد أولاده، وهو المشهور بعمر إينتي، وقد تقدم ذكره في مواضع من هذا الكتاب. ولم يبق في وقتنا هذا من ولده لصلبه سوى رجل واحد اسمه عثمان، فارقته بمدينة مرسية، وبها ودعته حين ارتحلت إلى هذه البلاد؛ وقد ولوه مدينة جيان وأعمالها؛ هذا آخر عهدي به. ثم اتصل بي بديار مصر أنهم ولوه بلنسية ثم عزلوه عنها، فلا أدري أهو بالأندلس اليوم أو بمراكش؟ وهو معدود عندي من جملة إخواني، رضي الله عنه وعنا وعن جميع المسلمين.
... ثم يوسف بن سليمان، وأخوه عبد الله بن سليمان، وهما من أهل تينمل، من قبيلة تدعى مسكالة حسبما تقدم؛ ثم أبو عمران موسى بن علي الضرير، صهر عبد المؤمن، كان ضرير البصر، كان عبد المؤمن يستخلفه على مراكش إذا سافر عنها؛ ثم أبو إبراهيم إسماعيل الهَزْرجي -وهو الذي أسلم نفسه للقتل وفدى عبد المؤمن بذلك على ما تقدم- ثم رجل من أهل تينمل، يعرف عندهم بابن بيجيت