وعثمان، ويونس، وسعد، ومُساعِد، والحسن، والحسين؛ هؤلاء أولاده المُخلَّفون بعده؛ ومات له في حياته عدة من الولد، وله بنات فيهن كثرة.
وزراؤه
أبو حفص، عمر بن أبي زيد الهنتاتي إلى أن مات.
ثم وزر له بعده أبو يحيى أبو بكر بن عبد الله بن أبي حفص عمر إينتي المتقدم الذكر، واستمرت وزارة أبي يحيى هذا إلى أن استشهد -رحمه الله- ببلاد الروم على ما سيأتي بيانه إن شاء الله؛ فاضطرب أمر الوزارة قليلاً ...
ثم وقع اختيارهم على أبي عبد الله محمد بن أبي بكر ابن الشيخ أبي حفص المتقدم الذكر؛ وأبو عبد الله هذا هو الملقب عندهم بـ الفيل، هو ابن عم الوزير الشهيد أبي يحيى المذكور آنفًا. فوزر أبو عبد الله هذا أيامًا يسيرة، ثم ترك الوزارة مختارًا وهرب إلى بعض نواحي إشبيلية؛ فخلع ثيابه ولبس عباءة وتزهد؛ فأرسلوا إليه من رده؛ وأعفوه من الوزارة.
ثم وزر له أبو زيد عبد الرحمن بن موسى بن يُوجَّان الهنتاتي؛ فلم يزل عبد الرحمن هذا وزيرًا إلى أن مات أبو يوسف، وصدرًا من إمارة ابنه أبي عبد الله، ثم عُزل عن الوزارة.
حجابه
عنبر الخَصِيّ مولاه؛ ثم ريحان الخصي مولاه أيضًا، إلى أن مات، وحجب ابنه أبا عبد الله، فلم يزل حاجبًا له إلى أن مات ريحان المذكور.
كتابه
أبو الفضل جعفر المعروف بـ ابن محشوة؛ كان من كتاب أبيه -حسبما تقدم- جمع أبو الفضل جعفر هذا إلى براعة الكتابة سعة الرواية, وغزارة الحفظ, وذكاء النفس؛ لم يزل كاتبًا له إلى أن توفي، أعني أبا الفضل.
فكتب له بعده أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن عياش من أهل بُرشانة، من أعمال المرية من بلاد الأندلس. لم يزل أبو عبد الله هذا كاتبًا له ولابنه محمد ولابن ابنه يوسف. تركته حيًّا حين ارتحلت عن البلاد سنة 614، ثم اتصلت بي وفاته في شهور سنة 619 وأنا يومئذٍ بالبلاد المصرية.
هذان الكاتبان اللذان ذكرناهما، هما كاتبا الإنشاء خاصة.