جلت عن ثناياها وأومض بارق ... فلم أدرِ من شق الدُّجنَّة منهما1

وساعدني جَفْن الغَمام على البكا ... فلم أدر دمعًا أينا كان أسجَمَا2

فقالت وقد رق الحديث وأبصرت ... قرائن أحوال أذعن المُكتَّما:3

نشدتُكَ لا يذهب بك الشوق مذهبًا ... يهون صعبًا أو يرخص مأثمَا4

فأمسكت لا مستغنيًا عن نَوالها ... ولكن رأيت الصبر أوفي وأكرمَا5

ومن شعره في الزهد -رحمه الله- ما قرأ علي ابنه من خطه في التاريخ المذكور: من البسيط

يا باكيًا فُرقة الأحباب عن شحَطٍ ... هلَّا بكيتَ فِراق الروح للبدنِ6

نورٌ تردد في طين إلى أجل ... فانحاز عُلُوًّا وخلى الطين للكفنِ7

يا شد ما افترقا من بعد ما اعتلقا ... أظنها هدنة كانت على دَخَنِ8

إن لم يكن في رضا الله اجتماعهما ... فيا لها صفقة تمت على غَبَنِ9

وأنشدني بعض أصحابنا من الكُتَّاب له -رحمه الله-: من المنسرح

ما كل من شم نال رائحة ... للناس في ذا تباين عجبُ

قوم لهم فكرة تجول بهم ... بين المعاني، أولئك النُجُبُ10

وفِرقة في القشور قد وقفوا ... وليس يدرون لُبَّ ما طلبُوا11

لا غاية تنجلي لناظرهمْ ... منه ولا ينقضي لهم أَرَبُ12

طور بواسطة نورين ميديا © 2015