الرقعة، وأمر بإطلاقه؛ فسمي بذلك: طليق النعامة!.
وأنشد في ذلك اليوم رجل من أهل إشبيلية يعرف بـ ابن سيد، ويلقب بـ اللص: من البسيط
غمضْ عن الشمس واستقصر مدى زُحَلِ ... وانظر إلى الجبل الراسي على جبلِ1
أنَّى استقر به، أنى استقل به ... أنى رأى شخصه العالي فلم يزلِ
فقال له عبد المؤمن: لقد ثقلتنا يا رجل! فأمر به فأُجلس؛ وهذه القصيدة من خيار ما مدح به؛ لولا أنه كدَّر صفوها بهذه الفاتحة.
الرُّصافي الرفاء الشاعر*
وأنشده في ذلك اليوم الوزير الكاتب أبو عبد الله محمد بن غالب البلنسي المعروف بالرصافي؛ كان مستوطنًا مدينة مالقة: من البسيط
لو جئتَ نار الهدى من جانب الطُّور ... قَبَسْتَ ما شئت من علم ومن نورِ2
من كل زهراء لم ترفع ذؤابتها ... ليلًا لسارٍ ولم تشبب لمقرُورِ3
فَيضِيَّة القَدْح من نور النبوة أو ... نور الهداية تجلو ظلمة الزورِ4
ما زال يُقضمها التقوى بموقدها ... صوَّام هاجرة, قوَّام ديجورِ5
حتى أضاءت من الإيمان عن قَبَس ... قد كان تحت رماد الكفر مكفورِ6
نور طوى الله زَنْد الكون منه على ... سَقْطٍ إلى زمن المهدى مذخورِ
وآيه كَإِياة الشمس بين يدي ... غزو على الملك القيسي منذورِ7