أخبرني من رآه -ممن أثق به- يضرب الناس على الخمر بالأكمام والنعال وعُسُب النخل1، متشبهًا في ذلك بالصحابة.

ولقد أخبرني بعض من شهده وقد أُتي برجل سكران، فأمر بحده، فقال رجل من وجوه أصحابه يسمى يوسف بن سليمان: لو شددنا عليه حتى يخبرنا من أين شربها لنحسم2 هذه العلة من أصلها..! فأعرض عنه. ثم أعاد عليه الحديث، فأعرض عنه. فلما كان في الثالثة قال له: أرأيت لو قال لنا: شربتها في دار يوسف بن سليمان، ما نحن صانعون؟ فاستحيا الرجل وسكت، ثم كشف على الأمر، فإذا عبيد ذلك الرجل سقوه، فكان هذا من جملة ما زادهم به فتنة وتعظيمًا، إلى أشياء كان يخبر بها فتقع كما يخبر.

ولم يزل كذلك وأحواله صالحة، وأصحابه ظاهرون، وأحوال المرابطين المذكورين تختل، وانتقاض دولتهم يتزيَّد، إلى أن توفي ابن تومرت المذكور في شهور سنة 524 بعد أن أسس الأمور وأحكم التدبير ورسم لهم ما هم فاعلوه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015