فامتنع ابن اللبانة من قبول ذلك عليه، وصرفه بجملته إليه؛ وكتب مجيبًا له عن شعره: من الوافر
سقطت من الوفاء على خبير ... فذرني والذي لك في ضميرِي
تركت هواك وهو شقيق ديني ... لئن شُقت برودي عن غدورِ1
ولا كنتُ الطليق من الرَّزايا ... لئن أصبحت أُجحف بالأسيرِ2
أسير ولا أصير إلى اغتنامٍ ... معاذ الله من سوء المصيرِ
إذا ما الشكر كان وإن تناهى ... على نعمى فما فضل الشكورِ؟
جَذيمة أنت والأيام خانت ... وما أنا من يقصر عن قصيرِ3
أنا أدرى بفضلك منك إني ... لبست الظل منه في الحَرُورِ4
غني النفس أنت وإن ألحت ... على كفيك حالات الفقيرِ
تُصرِّف في الندى حيل المعالي ... فتسمُحُ من قليلٍ بالكثيرِ5
أُحدث منك عن نبع غريبٍ ... تفتح عن جَنَى زهر نضيرِ6
وأعجب منك أنك في ظلام ... وترفع للعفاة منار نورِ
رويدك سوف توسعني سرورًا ... إذا عاد ارتقاؤك للسريرِ7
وسوف تحلني رتب المعالي ... غَداةَ تحل في تلك القصورِ