لقرب بعضه من بعض ولالتصاق بعضه ببعض وعن بمعنى على، وواحد السام سامة وبه سمي سامة بن لؤي. وقال أبو خراش يصف حفيف جيشهم وكثرتهم:
وسائل سبرة الشجعي عنا ... غداة تخالَنا نجواً جَنيبا
النجو السحاب، والجنيب الذي أصابته جنوب فَهو أغزر له. وقال آخر:
ولقد شهدَتْ الحي بعد رقادِهم ... يعلي جما جِمهم بكل مقللِ
يعني أنهم بيّتوا بياتا، يعلي جماجهم بالسيوف، مقلل سيف عليه قلة والقلة القبيعة وقلة كل شيء أعلاه، أبو عمرو، بكل منحَّل أي سيف قد نحل لقدمه، ويروى " منخل " أي منتفي.
حتى رأيتهم كأن سحابةً ... صابَت عليهم ودقّها لم يشَمل
أي كأن حفيف هذا الجيش في القتال حفيف مطر، صابت قصدت، ودقها مطرها، لم يشمل لم تصبه شمال وذلك أنه إذا شُمل انقشع وإذا جنب كان أدرّ له، وهكذا يصفون السحاب، وإنما ضربه مثلا لكثرتهم وشمدة حفيفهم. ومثله قول الهذلي عبد بن حبيب:
كأن القوم إذ دارت رحاهم ... هدوءاً تحت أقمر ذي جنوب