وقال النابغة:
وقد عسرت من دونهم بأكّفِهم ... بنو عامر عسر المخاضِ الموانعِ
يقول اتقتهم بنو عامر بأيديها كما تتقي المخاض الفحل بأذنابها. وقال آخر:
تلقَح أيديهم كأن زبيبَهم ... زبيب الفحولِ الصيد ِوهي تلمّجُ
تلقح أيديهم يعني أنهم يشيرون إذا اكلموا وأصل التلقح في الناقة إذا شالت ذنبها تريك أنها لاقح. وقال ذو الرمة:
إذا قلت عاجِ أو تغنّيت أبرقَتْ ... بمثل الخوافي لاقحاً أو تلقّحَ
الزبيب الزبد الذي مجتمع في الاشداق إذا تكلم فأكثر، يقال قد زبب شدقاه.
وقال آخر أبو الحجناء:
إني إذا ما زبّب الأشداق ... وكثر الضَجاج والَلقلاقُ
ثبت الجنان مرجم ودق
ومنه قول الجارية: كنت أنشد أبي حتى يزبب شدقاي، شبه ذلك من هؤلاء المتكلمين بما مجتمع في أشداق الفحول الصيد وهي التي ترفع رؤوسها، والصيد داء يصيب الابل فترفع، وهي تلمّج أي تأكل اليسير ومنه يقال: ما ذقت لَماجا، وقول لبيد: