أي يذكرون ما كان منهم ويقال تشذرت الناقة إذا لقحت فرفعت ذنبها واستكبرت، يريد أنه ينتصب بعضهم لبعض بالذحول أي من أجل الذحول، يقال فلان يتشذر لي بالعداوة، والبدي واد، رواسيا ثابتة. وقال لبيد:
نشين صحاح البيد كل عشية ... بعوج السراء عند باب محجّب
أي عند باب ملك، نشين صحاح البيد أي نحفر فنشينها وذلك أنهم يفتخرون ويخطفون بقسيهم فيقولون فعلنا كذا ويخطّون وفعلنا كذا ويخطون بالقسى.
وأصدرتهم شتىّ كأن قسيهم ... قرون صِوار ساقط متلغّب
يقول هم لا يحركون قسيهم ويخطون بها لأنهم لا أيام لهم قد انقطع ما عددوا منها وبقيت أعدد فهم كصوار سقطت معيِية فهي لا تحرك قرونها. ومثله قول الآخر:
إذا اقتسم الناس فضل الفخارِ ... أملنا إلى الأرض فضل العصا
أي نخطط بها ونقول فعلنا كذا وفعلنا كذا. وقال لبيد:
ما إن أهاب إذا السرادق غَمه ... قرعُ القسى وأرعشى الرعديد
أي كثر عليه، وهؤلاء قوم يدخلون على ملك متنكبين قسيهم فقسيهم تغرع السرادق، والرعديد الجبان. وقال حيد بن ثور:
بمنزلة لا يصدق الصواب عندها ... من النبل إلا الجيدْ المتلقّف