والنار توقد للظباء لتعشى إذا أدامت النظر إليها فتصاد وللرئال ويطلب بها بيض النعام في أداحيها، وقال الطرماح وذكر مكاناً:

كم به من مَكْنِ وحشيةٍ ... قِيضَ في منتثَلِ أو شيامِ

المكن البيض وهو للضباب واستعاره، وحشية نعامة، قيض السهلة، والمنتثل الذي أخرج ترابه لأنه حفر قبل ذلك، والشيام الأرض السهلة، ويروي: من مكو وحشية والمكو الجحر وجمعه مِكاء مثل دلو ودلاء ومن قال مَكا قال أمكاء مثل قفا وأقفاء، أنشد أبو زيد:

أما تعرف الأطلال قد طال طيلها ... بحيث التقت رمُد الجِناب وعينِها

يقال قد طال طيلك وطيَلك، والعِين البقر، والرُمد النعام.

وقال أوس يصف ظليماً:

يدُّفُ فويقَ الأرضِ فوتاً كأنه ... بإعجالِه الطرفُ الحديد معلقُ

يقول كأنه من سرعته معلق بين السماء والأرض، وقوله فوتاً أي قدر ما يفوته بإعجاله الطرف يقول يسبق طرف العين.

وقال آخر:

ومجوَفاتٌ قد علا ألوانَها ... أسآرُ جردِ مترصاتٍ كالنوا

مجوفات يعني نعاماً والمجوف من الخيل الذي ارتفع بياض بلقه إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015