لهدجدج جرب مساعره ... قد عادها شهراً إلى شهر
وديعته بيضته، والهجهاج الظليم وهو الجافي الفزع، وعاذ موضع منسوب إلى البيض كأن النعام تبيض فيه، وقال ابن هرمة:
فإني وتركي ندى الأكرمينَ ... وقَدَحي بكَفي زندا شحاحا
كتاركةٍ بيضَها بالعراءِ ... وملبسةٍ بيضَ أخرى جناحا
ويقال في المثل: أموق من نعامة، وذلك أنها ربما خرجت للطعم فرأت بيض نعامة أخرى قد خرجت لمثل ما خرجت له فتحضن بيضها وتدع بيض نفسها، ويقال: أخرق من حمامة، وذلك لأنها لا تجيد عمل العش وربما وقع البيض فانكسر، قال عبيد:
عيّوا بأمرِهم كما ... عيَّت ببيضتْها الحمامه
جعلتْ لها عودينِ من ... نشمٍ وآخرٍ من ثَمامه
النشم شجر يتخذ منه القسي صلب، والثمام نبت ضعيف، يقول قرنت هذا بهذا فسقط البيض فانكسر، ويقال أيضاً: أخرق من عقعق، لأنه وإن كان حذراً فإنه من الطير الذي يضيع بيضه وفراخه، ويقال: أسرق من كِنش، وهو العقعق، وأنشد ابن الأعرابي:
هل تلحقني بالغادينَ دوسرة ... كأنها ذِعلبٌ بالطُفْي ملتحفُ
ألقي الثماني على أجسادٍ مطبَقةٍ ... بالدومنهنَ منتوجٌ ومكترفُ
الطفي خوص الدوم والثماني يريد الثماني ريشات ومن مقاديم