رابئ الضرباء خلفهم وهو الرقيب لأنه يربأ أي يشرف، يتتلع يتقدم. وقال عدي بن زيد:
وأصفرٌ مضبوحٌ نظرتْ حَويرَه ... على النارِ واستودعتُه كف مجمد
يعني قدحا من نبع ضبحته النار، وإنما ضبحه لأنه إذا اعوج قوم بها، نظرت انتظرت، حويره ما يخرج من فوزه أو خيبته فكأنه أراد إذا أخرج أحد الأمرين فقد حاوره القدح بذلك وأخبره وهو من حاورته حوارا وحَويرا ومحاورة، وبعضهم يرويه: حواره، والمجمد الحرضة وهو رجل يشد على عينيه مجول لكيلا يبصر إحالة القداح ويلقي على يده سلفة لكيلا يصيب مجسة القداح ثم يؤتى بالقِداح فيفيض، ولا يُجعل حرضة الأكل وخَش من الرجال، والمجمِد البخيل وهو الجماد، وروي عن الأصمعي أنه قال في مجمد أنه رجل مقرور في شهر جمادي وكان جمادي في ذلك الوقت شهر برد. وقال الطرماح وذكر حمارا:
ويظلّ المليء يوفي على القر ... نِ عَذوباً كالحرضةِ المستفاضِ
أي المجعول مفيضا والقرن الحبل عذوبا رافعا رأسه لا يذوق شيئا.