قال الزيلعي: "الكتاب كالخطاب" (?).
وعند الحنفية: أن الكتاب من الغائب كالخطاب من الحاضر (?).
وقال السرخسي: الكتاب أحد اللسانين (?).
وقال أيضًا: "الكتاب قد يزور، والخط يشبه الخط ... " (?).
والكتابة أعم من اللفظ ومن الإشارة، وذلك أن جميع المعلومات إنما تعرف بالدلالة عليها بأحد أمور ثلاثة: ب (الإشارة واللفظ والخط).
والإشارة تتوقف على المشاهد.
واللفظ يتوقف على حضور المخاطب، وسماعه.
وأما الخط فلا يتوقف على شيء، فهو أعمها نفعًا، وأشرفها, ولاشك أنه بالخط والقراءة ظهرت خاصة النوع الإنساني، وامتاز الإنسان عن سائر الحيوان، وضبطت الأقوال، وحفظت العلوم، وانتقلت من زمان إلى زمان (?)، فلولا الله - سبحانه وتعالى - ثم الكتابة لم نتمكن من قراءة كتاب الله - سبحانه وتعالى -، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، ولكنا نسمع بالعلماء ولا نشاهد آثارهم، وإنما بقيت دعوة الأنبياء والرسل والمصلحين في العالم حية في قلوب الناس بفضل ما كتب من آثارهم وعلومهم.