ودارت رحى الحرب في وجود الصحف فتكلم زكي وحده فلم يجد أنصارا وسكت طه وتكلم أنصاره حتى تحرك إبراهيم المازني فقال ما قال إلى أن قال كلمة سب هي من جوامع الكلم قال: "وإني لأحدث نفسي أحيانًا بأني لو كنت أقول الشعر في هذه الأيام لرثيت طه حسين فإنه يخيل إلي أنه قد مات طه حسين الذي عرفته وأحببته وأكبرته وجاء غيره الذي أنكره", حين يقول المازني -وهو من خلصاء طه- ذلك فقد حكم في القضية وانتصر زكي مبارك.
إلى الدكتور طه حسين من المازني 1:
أما عتابك يا أخي فنعام عين، وما قصرت لبخل في أو تعال مني، أو قلة إدراك للواجب نحو الزملاء والأصدقاء، ولا لأني نسيتك أو أني أرى أن أهملك أو أتكلف الإغضاء عنك فما كان هذا قط ولن يكون في طباعي.
ولكن أمرين حرماني من أن أفوز برضى الصديق وارتياح الزميل؛ أما الأول فهو أني أراني كلما كبرت صغرت في نفسي، نعم زادت معارفي وكثرت تجاربي وعظمت إحاطتي ورحب أفقي, ولكن كنت -ومازلت- أمرأ دأبه أن يدير عينيه في نفسه والشاهد أني مغرى بحساب نفسي.
أما الأمر الثاني فذاك أني أرى الدكتور طه قد خرج من زمرتنا معشر الأدباء الأحرار ودخل في زمرة الملقبين وذوي الجاه والسطوة والسلطان.
ولست أعني أنه اكتسب لقبا جديدًا، فما حدث له شيء من ذلك ولكني أعني أنه محشور -بكرهه أو رضاه- في هذه الزمرة وأنا أكرهها ولا أطيقها أو أحتملها لما يلوت من سخافة أخلاق أهلها وما عرفت رجلا علت