الّذي يقال فيه: شب عمرو عن الطوق و: «عمرو بن عدىّ بن نصر» ابن أخت «جذيمة الأبرش» ، وهو الّذي كان يقول: إذا جنى الكماة بين يدي خاله، وهو صبي: [رجز]
هذا جناي وخياره [1] فيه ... وكلّ جان [2] يده إلى فيه
واستهوته الجنّ حينا، ثم ظهر فوجده «مالك» و «عقيل» ، فانتسب لهما، فأتيا به «جذيمة» ، فسر به سرورا شديدا، وحكّمهما، فحكما منادمته.
فهما ندماء «جذيمة» . قال «متمم بن نويرة التّيمي» يرثى أخاه: [طويل]
وعشنا كندمانى جذيمة حقبة ... من الدّهر حتى قيل لن يتصدّعا
وقال «أبو خراش الهذلي» : [طويل]
ألم تعلمي أن قد تفرّق قبلنا ... خليلا صفاء مالك وعقيل
وأن أمه نظّفته وألبسته ثياب الملوك، وطوّقته بطوق، وأمرته بزيارة خاله.
فلما رأى خاله لحيته، والطوق في عنقه، قال: شب «عمرو» عن الطوق. وكانت «الزّباء» ، قتلت خاله، فأدرك «عمرو» و «قصير» ثأره، فقتلاها.
تذكر «العجم» أن «الأكراد» ، فضل طعم «بيوراسف» ، وذلك أنه كان يأمر أن يذبح له كل يوم إنسانان، ويتخذ طعامه من لحومهما، وكان له وزير يقال له: أرمائيل. وكان يذبح واحدا، ويستحيى واحدا: ويبعث به إلى جبال «فارس» ، فتوالدوا في الجبال وكثروا.