قال وهب بن منبه:
إن حام بن نوح كان رجلا أبيض، حسن الوجه والصّورة، فغيّر الله عزّ وجلّ لونه وألوان ذرّيته من أجل دعوة أبيه، وإنه انطلق وتبعه [1] ولده فنزلوا على ساحل البحر، فكثّرهم الله وأنماهم، وهم السّودان. وكان طعامهم السمك، فحدّدوا أسنانهم حتى تركوها مثل الإبر، لأن السمك كان يلصق/ 14/ بها. ونزل بعض ولده المغرب. فولد حام: كوش بن حام، وكنعان بن حام، وقوط [2] بن حام.
فأما قوط بن حام، فسار فنزل أرض الهند والسّند، فأهلها من ولده.
وأما كوش وكنعان، فأجناس السودان والنّوبة والزّنج والقزّان [3] والزّغاوة والحبشة والقبط والبربر من أولادهما.
وأمّا يافث، فمن ولده: الصّقالب، وبرجان، والأشبان [4] ، وكانت منازلهم أرض الرّوم قبل الرّوم. ومن ولده: التّرك، والخزر، ويأجوج، ومأجوج.
وأما سام بن نوح، فسكن وسط الأرض: الحرم وما حوله، واليمن إلى حضرموت إلى عمان إلى البحرين إلى عالج «1» ويبرين ووبار والدّو والدّهناء.