فلا يغرنك ما منت وما وعدت ... إن الأماني والأحلام تضليل
وليس مع هؤلاء المشركين إلا دعوى مجردة محشوة بالأكاذيب وليس معهم بحمد الله دليل من كتاب أو سنة أو قول واحد من سلف الأمة وأئمتها وقد جئناهم بأدلة الكتاب والسنة
وما عليه الصحابة والأئمة ولو استقصينا ذكر الأدلة وبسط القول لاحتمل مجلدا ضخما.
وسبب الفتنة بقصائد هؤلاء المتأخرين كقصائد البوصيري والبرعي واختيارها على قصائد شعراء الصحابة كحسان بن ثابت وكعب بن مالك وكعب بن زهير وغيرهم من شعراء الصحابة رضي الله عنهم وفيها من شواهد اللغة والبلاغة مالم يدرك هؤلاء المتأخرون منه عشر المعشار وما ذاك ألا لأن قصائد هؤلاء المتأخرين تجاوزوا فيها الحد إلى ما يكرهه الله ورسوله فزينها الشيطان في نفوس الجهال والضلال فمالت إليها نفوسهم عن قصائد الصحابة التي ليس فيها إلا الحق والصدق وما قصروا فيها جهدهم عما يصلح أن يمدح به رسوله صلى الله عليه وسلم وتحروا فيها ما يريه وتجنبوا ما يسخطه صلى الله عليه وسلم وما نهى عنه من الغلوا فما أشبه هؤلاء بقول أبي الوفا ابن عقيل وهو في القرن الخامس لما صعبت التكاليف على الجهال الطغام عدلوا عن أوضاع الشرع إلى أوضاع وضعوها لأنفسهم فسهلت عليهم إذا لم يدخلوا بها تحت أمر غيرهم.
قال وهم عندي كفار بهذه الأوضاع إلى آخره ومما يتعين أن نختم به هذا الجواب.
فصل: ذكره العلامة ابن القيم رحمه الله: ونفعنا بعلومه قال بعد أن ذكر زيارة الموحدين للقبور وأن مقصودها ثلاثة أشياء.