أحدها تذكير الآخرة والاعتبار والاتعاذ الثاني الإحسان إلى الميت وأن لا يطول عهده فيتناساه فإذا زاره أو أهدى إليه هدية من دعاء أو صدقة ازداد بذلك سروره وفرحه ولهذا شرع النبي صلى الله عليه وسلم للزائرين أن يدعو لأهل القبور بالمغفرة والرحمة وسؤال العافية فقط.

ولم يشرع أن يدعوهم ولا يدعو بهم ولا يصلي عندهم.

الثالث إحسان الزائر إلى نفسه باتباع السنة والوقوف عند ما شرعه الرسول صلى الله عليه وسلم وأما الزيارة الشركية فأصلها مأخوذ من عباد الأصنام قالوا الميت المعظم الذي لروحه قرب ومزية عند الله لا يزال تأتيه الألطاف من الله وتفيض على روحه الخيرات فإذا علق الزائر من تلك الألطاف بواسطتها كما ينعكس الشعاع من المرآة الصافيه والماء على الجسم المقابل له.

قالوا فتمام الزيارة أن يتوجه الزائر بروحه وقلبه إلى الميت ويعكف بهمته عليه ويوجه قصده كله وإقباله عليه بحيث لا يبقى فيه التفات إلى غيره وكلما كان جمع القلب والهمة عليه أعظم كان أقرب إلى الانتفاع به وقد ذكر هذه الزيارة ابن سينا والفارابي وغيرهما وصرح بها عباد الكواكب في عبادتها وهذا بعينه هو الذي أوجد لعباد القبور اتخاذها أعيادا وتعليق الستور عليها وإيقاد السرج وبناء المساجد عليها وهو الذي قصد رسول الله صلى الله عليه وسلم إبطاله ومحوه بالكلية وسد الذرائع المفضية إليه فوقف المشركون في طريقه وناقضوه في قصده وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في شق وهؤلاء في شق وهذا الذي ذكره هؤلاء في زيارة القبور والشفاعة التي ظنوا أن آلهتهم تنفعهم بها وتشفع لهم عند الله قالوا فإن العبد إذا تعلقت روحه بروح الوجيه المقرب عند الله وتوجه إليه وعكف.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015