فَوا أسفَا لم أقْض منكم لُبَانتي ... ولم أتمتَّع بالجِوار وبِالقُرب
وفُرِّقَ بيني في الرّحيل وبَينكم ... فهأنذا أقْضي على إثركم نضحبي
فلما أكمل الحاج السير ويئس، ضرب بنفسه إلى الأرض وجعل يقول:
خَلِّ دَمْع العين يَنهملُ ... بانَ من تهواهُ وارتحلُوا
أيُّ دَمْعٍ صانَه كَلِفٌ ... فهو يومَ البَيْن مُبتذَل
ثم مال إلى الأرض، فجئنا إليه فوجدناه ميتا.
أبو الفضل بن الجوهري، هذا مصري؛ كان يسكن القرافة، واسمه عبد الله ابن حسين؛ أسماه الإمام أبو بكر بن عطية. وهو واعظ جليل، وفقيه نبيه ونبيل. روى عنه من العلماء: أبو مروان عبد الملك بن زيادة الله الطيني، وأبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي، وغيرهما. وذكره الأمير أبو نصر بن ماكولا في كتاب الإكمال له وأثنى عليه وقال: روى عنه الحميدي.