مثلُ حالي حقُّها أن تُشتكَي ... كَمَدُ اليأس وذلُّ الطَّمَع
غُصنُ بانٍ مال من حيثُ استوى
بات من يهواهُ من فرط الجوى
خافقَ الأحشاء موهُون القُوى
كلما فكَّر في البين بكَى ... ماله يبكي لما لم يَقع
ما لعيني شُغِفت بالنَّظر
أنكرتْ بعدك ضوءَ القَمر
فإذا ما شِئْتَ فاسْمع خَبَري
عَشِيتْ عَيناي من طُول البُكَا ... وبكَى بَعْضي على بَعضِي مَعِي
الشغاف: حجاب القلب؛ وقيل: سويداؤه؛ وهو الشغف أيضا، بالعين المهملة.
قال الله العظيم: (قد شغفها حباً). وشغفة القلب: أعلاه، وهو معلق النياط. قال أبو عبيد: المشغوف: الذي بلغ حبه شغاف قلبه؛ وبالعين المهملة: الذي خلص الحب إلى قلبه فأحرقه.
وكان شيخنا الوزير أبو بكر - رحمه الله - بمكان من اللغة مكين، ومورد من الطلب عذب معين. كان يحفظ شعر ذي الرمة، وهو ثلث لغة العرب، مع الإشراف على جميع أقوال أهل الطب، والمنزلة العليا عند أصحاب المغرب مع سمو النسب، وكثرة الأموال والنشب