وقد أنشدني بيتين قالهما في الوزير أبي الحسين بن فندله في إبان شبابه وعنفوانه:
خَلَسْتَ قَلْبي بطَرْفٍ ... أبَا الحُسين خَلُوبِ
فكيفَ أُدعى بلّصٍ ... وانت لصُّ القلوبِ
ولما وصلت المحلات العظيمة، والعساكر العميمة، بجبل الفتح والنصر والهدى، قام منشدا:
غَمِّضْ عن الشَّمسِ واستقصِرْ مَدى زُحَلِ ... وانظُرْ إلى الجَبلِ الرَّاسي على جَبلِ
أنَّي استقلَّ به أنَّي استقَرّ به ... أنَّي رأى شخصه العالِي فلم يَزُل
توفي شيخنا رضي الله عنه ببلدة إشبيلية سنة ست وسبعين وخمسمائة. وأخبرني أن مولده سنة سبع وخمسمائة. سمعت منه كثيرا، وأجاز لي جميع رواياته ولأخي،
نفعنا الله.