وأنشدونا الخليفة الأندلسي، الحكم المستنصر بالله صاحب الفتوحات العظيمة، والمعرفة بالعلوم الحديثة والقديمة، كتب به إلى مصر:
ألسنَا بني مَروان كيفَ تبدَّلَتْ ... بنا الدَّاُر أو دَارت علينا الدَّوائُر
إذا وُلد المولودُ منّا تهلَّلَت ... له الأرضُ وأهتَّزت إليه المنَابِرُ
وتوفي يوم السبت لثلاث خلون من صفر سنة ست وستين وثلاثمائة، وقد انقرض عقبه.
وأنشدونا للسلطان المعتضد بالله أبي عمرو عباد بن محمد بن إسماعيل بن قريش ابن عباد اللخمي. والمعتضد هذا هو قطب رحى الفتنة، ومنتهى غاية المحنة؛ لم يثبت له قائم ولا حصيد ولا سلم من سيفه قريب ولا بعيد:
شَربنا وجفنُ الليل يَغسلُ كُحلَه ... بماء صباح والنسيْم رقيقُ
معَّتقة صفراَء أمّا نِجارُها ... فضخٌم وأما جسمُها فدقيق