وفي ضدّه قولُ الأستاذ أبي محمد بن سَارة في مدحه:
ومُعذَّرٍ رقَّت حواشي حُسْنه ... فقلوبُنَا وَجْداً عليه رِقَاقُ
لم يُكْسَ عارضُه السّوادَ وإِنّما ... نَفَضت عليه صباغَها الأحداقُ
وهذا أيضا من الغَريب العجيب.
ومن احسن ما رأيتُ فيه مما انفردَ قائلُه بمعناه، ولم يَشْرَكه فيه أحد سواه، قولُ أبي مروان عبِد الله بن سُريَّة البَلَنْسى:
دبّ العِذَارُ بخدّه ثم انْثَنى ... لما دَنا من لَثم فيه الأَشنبِ
لا غَرْوَ إِن خُشِى الرَّدى في لَثْمه ... فالرِّيق سُمٌّ قاتِلٌ للعَقرب
وما أوردناه في العِذار من النظم، هو من المعاني العُقم، وإنما اجْتُلِبتْ هذه الأبيات صلةً لأبيات السلطان عبد الرحمن والشّيُء يذكر بمثله، تغمّدنا الله بفضله.
ولما وفَد على السّلطان عبد الرحمن رُسلُ مَلكِ المحبوس تطلبُ الصلح بعد خروجهم من إشبيلية، وإيِقاعِهم بجبهاتها ثم هزيمَتِهم بها، وقَتْل قائد الأسطول