ولما جاز السلطان ابن عباد البحر المسمى بالمحيط إلى مدينة سبتة، قاصداً لأمير المسلمين، وناصر الدين أبي يعقوب يوسف بن تاشفين للاستنجاد به على الروم، وقد راموا الوثوب على الأندلس، بعد أخذ طليطلة، وهجموا على بلادها أقبح هجوم قال:

أحاط جودُك بالدُّنيا فليس له ... إلا المُحيطُ مثالٌ حين يُعتَبرُ

وما حسبتُ بأن الكلَّ يحمُله ... بعضٌ ولا كاملاً يَحويه مُختصَر

لم تَثْنِ عنك يداً أرجاءُ ضفَّته ... إلا ومَّدت يداً أرجاؤُه الأَخر

كأنّما البحرُ عينٌ أنت ناظرُها ... وكل شَطٍّ بأشخاص الوَرى شُفُر

تأتي البلادَ فتَنْدَى منك أوجهُها ... حتى يقول ثَراها هل هَمَي المطر

ما القَفْر إلا مكانٌ لا تَحُلُّ به ... وحيثُما سرْتَ سار البدوُ والحَضَر

الأرضُ داركُ فاسْلُك حيثُ شئتَ بها ... هو المُقام وإن قالوا هو السّفَر

وله قصيدة يمدح ابن عباد، ويذكر ثباته يوم الوقعة بين جيوش المسلمين والورم بالموضع المعروف بالزلاقة من عمل بطليوس، وكانت الزلاقة يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت من رجب سنة تسع وسبعين وأربعمائة، قتل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015